عندما تخسر عملك، من المحتمل أنك تقف أمام عدة قرارات صعبة في آن واحد. وأهمها مسألة العثور على وظيفة أو فرصة عمل جديدة بعد الخسارة السابقة لوظيفتك. الأمر صعب جداً ويحتاج منك إلى جهد.
تجول بأفكارك كيف سوف تعتني بعائلتك بعد فقدانك للوظيفة، وسيأتي السؤال الأهم في بالك هو متى سوف تحصل على عرض عمل أو فرصة عمل جديدة؟
قد يهمك: كيفية التفاوض على الراتب بطريقة ذكية
ولكن هناك احتمال أن تعثر وتجد فرصة عمل براتب أقل مما كنت تحصل عليه، وهذا الأمر أسهل من أن تجد وظيفة براتب مشابه لراتبك أو أعلى من راتب عملك السابق.
قد تجد صعوبة في اتخاذ قرارك حول ما إذا كان عليك قبول فرصة عمل براتب أقل. يفضل البعض الوظيفة براتب قليل، لكن آخرين يرون الأمر غير مجدي ومرهق. وبغض النظر عن وجهة نظرك في ذلك العمل، يظل الخيار عليك صعبا جدا.
إليك قصة لجين فاربر دوهي والبداية من الصفر:
كان القرار في قمة السهولة على لجين فاربر دوهي التي تقيم في مدينة سياتل الأمريكية، فكانت تعمل سابقاً -قبل أن تبدأ في العمل على تقديم القهوة في مقهى “ستاربَكس“- في وظائف متعددة ومتنوعة منها بيع مستلزمات المطاعم وبيع الأجهزة الطبية، وأيضاً عملت كموظفة في مجال الخدمات الاجتماعية.
كان العمل في جميع تلك الوظائف مستمر بدون توقف، بل كانت جميع الوظائف تلاحقها حتى بعد انتهاء عملها، سواء من خلال الرسائل الالكترونية أو من متابعة لحالات المرضى.
لكنها قررت أن تتخلى عن جميع تلك الوظائف التي تدرّ عليها العديد من الأموال. حينها تقدمت دوهي للعمل في “ستاربَكس” ويعد فرصة عمل براتب أقل، لكن كان هذا العمل هو ما تحتاجه في تلك الفترة، بعد ما كانت متعبة للغاية في رعاية طفلها الصغير وابنتي زوجها المراهقتين.
تقول لجين: “يمكن للمرء أن يترك عمله ومشاغله جميعها عندما يخرج من باب عمله ولا يفكر به حتى صباح اليوم التالي.”
ومع ذلك، بالنسبة لنا لن يكون قرار فقدان العمل الأكثر مكسب سهلاً.
اقرأ أيضاً: أهم المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل في المرشحين
نصائح مهمة تساعدك في قرارك في قبول فرصة عمل براتب أقل أو رفضها:
لكي تختار عملك بكل ثقة عليك اتباع ما يلي:
1. فهم وضعك الحالي وتصور حالتك في المستقبل
يجب التفكير العميق في الهدف النهائي والنظر إلى نهاية الطريق بدلا من المقارنات بين مساري العمل المختلفين، وهذا ما يجعلك تصل إلى أن تأخذ قرار إما بقاءك في العمل او أن تتقاعد أو تأخذ إجازات أكثر.
لذلك يجب عليك أن تحدد أولويات حياتك الخاصة وأولوياتك من العمل، إضافة إلى أولوياتك فيما يخص نجاح مهنتك.
فعندما تضع هدفك الأخير والنهائي في الحسبان، يصبح من السهل عليك معرفة ما تريده، وتعلم ما سيرشدك لنهاية الطريق ويجعلك تتخذ قرارك الصائب.
ويجب أن تسأل نفسك السؤال التالي: ما هو ترتيب موقعك، وما هو طموحك، ومدى نجاحك، وما هو هدفك في الحياة؟
بالنسبة لبعض الأشخاص، يعد العمل من اهم لحظات حياتهم.
2. اتخاذ القرار الشخصي المناسب
فهناك آباء عاودوا الذهاب إلى عملهم بعد وصول مولودهما الأول، لكن ما أهمية دورهم كآباء ضمن الأسرة؟ هل هذا الوقت المناسب لتستغني العائلة عن العمل أم تعود إليه؟ هذا السؤال يتوجب على كل عائلة وكل شخص فيها مسؤول أن يقرر لنفسه ولعائلته، بكل أمانة.
من المهم جداً معرفة مدى احتياج الناس لعملهم المهني، إضافة إلى الشعور الجميل بالإنجاز الذي يحصلون عليه من خلال العمل.
3. أهدافك المهمة تقرر نوع عملك
عندما تتخذ قرارك في السير ضمن أحد المسارين في خيارك للعمل، يجب أن تعلم أيهما سيكون الأفضل لك كي تحقق جميع أهدافك المهنية ضمن المدى القصير.
إذا كان عملك يتطلب منك جهد ووقت أكثر من حياتك الخاصة، ولكنه يتماشى مع كافة اهتماماتك وأهدافك المهنية ضمن المدى البعيد، فلن يصيبك ملل ولن تشعر أن عملك الإضافي عبء عليك.
أما إذا كان عملك لم يساعدك على تكريس نفسك بالكامل لوظيفة ذات مسؤوليات كثيرة، فعليك هنا أن تختار إن كنت راغباً بالتخلي عن راتب أعلى مقابل مسؤوليات وعمل أقل.
4. عدم المقارنة والاختيار الصحيح
إياك وأن تقارن فرصة عمل بفرصة أخرى، بل قارن الوظيفة التي تبحث عنها بفرصة العمل الحالية. ستساعدك المقارنة في اتخاذ قرارات صائبة فيما يتعلق بمهنتك وعملك، بما يلائم وضعك وعائلتك.
لكن ربما قد تمر بلحظة تحوّل في عملك يصبح فيها لك من الأفضل مغادرة عملك، بدلاً من أن تكسب مبالغ كبيرة من المال.
قد يعجبك: طرق العمل من المنزل عن طريق الانترنت (أفضل 26 طريقة)
انظر إلى الأسئلة التالية قبل أن تقرر البدء بالعمل الجديد:
-هل العمل الجديد الذي يعد “فرصة عمل براتب أقل” سيساعدك على تغطية النفقات الأساسية؟
في حال كانت الفرصة التي تفكر من أجلها تعد “فرصة عمل براتب أقل”، عليك التفكير إذا كانت ستعينك على دفع كافة التزاماتك اليومية اللازمة، مثل دفع إيجار المنزل ودفع فواتير شهرية للكهرباء والماء، وبذلك لا بأس في البدء بالوظيفة الجديدة.
-هل يمكنك إيجاد عمل آخر لزيادة دخلك؟
على الرغم من أن هذا العمل لا يعتبر الحل الأنجح، لكن إذا كانت وظيفتك المعروضة عليك تساعدك على تأمين جميع التزاماتك، فقد يساعدك عملك بدوام الجزئي على تغطية مصاريفك مع الراتب القليل الذي تحصل عليه.
-هل تحب عملك الدائم بجميع حالاته؟
جميعنا نقضي وقتنا وعمرنا في العمل، وبالتالي فإن حبنا للعمل أمر في غاية الأهمية.
وبالنسبة للحصول على شعور الحب يعد أكثر قيمة من الراتب. وعندما تكون شغوفاً بوظيفتك، ستعمل بجد واجتهاد وتصبح أكثر إبداعاً. وتشعر أنك سعيد عندما تحقيق نجاحك في الحياة.
-هل يمكن لوظيفتك أن تتحول إلى فرصة عمل مميزة؟
قبل قبولك فرصة عمل براتب أقل، اسأل المدير المسؤول عن التوظيف عن فرص نمو عملك وما مدى المسار المتوقع ضمن هذا العمل. وإذا كان هناك للموظفين الذين يعملون بجد ان يحصلوا على ترقيات في العمل وعلى رواتب عالية في المستقبل، سواء ضمن الشركة أو خارج الشركة.
القراء شاهدوا أيضا:
