يشهد مستقبل التخصصات الإنسانية تغيرًا جذريًا بكافة الجوانب، وذلك مع التركيز الشديد على التخصصات التكنولوجية والمهارات العلمية والرياضيات، أو ما يطلق عليه حاليًا نظام (STEM)، لذلك حرصنا خلال السطور التالية التعرف على ما هو مصير العلوم الإنسانية، وهل ستختفي في ظل التطور التكنولوجي أم لا، وسوف نتعرف أيضًا على أهم التخصصات المطلوبة في المستقبل 2030.
ما هي التخصصات الإنسانية
هي عبارة عن التخصصات التي تناقش القضايا المتصلة بالتجارب الإنسانية، بالإضافة إلى دراسة الظواهر البشرية، وذلك من خلال تفاعل الإنسان مع كل ما يدور حوله، والمتمثلة في الأنشطة الفنية أو ما يعبر على الفكر الإنساني.
بينما يتميز دراسي التخصصات الإنسانية بالجمع بين أصول التاريخ والحاضر، في حين يحتاج ذلك إلى دراسة وتقييم وتفسير التجارب البشرية على مدار التاريخ، بالإضافة إلى تحليل النشاط البشري بالوقت الحالي لفهم الظواهر المستحدثة، وبالتالي وضع الخطوط العريضة للتطوير.
ولكن يتطلب ذلك اللجوء إلى الأساليب التحليلية والعقلانية لاكتشاف العالم البشري، بالإضافة إلى امتلاك بصيرة الخيال والعقل، بالإضافة إلى النقد الموضوعي لدراسة وجود الإنسان وحقيقته، ومدى ارتباطه بالواقع، في حين تتمثل التخصصات الإنسانية في كل من:
- علم التاريخ.
- اللغات الحديثة والكلاسيكية.
- علم القانون.
- علم الإنسان أو الأنثروبولوجيا .
- علم الفلسفة.
- الإعلام ودراسات التواصل.
- الدراسات الدينية ومقارنة الأديان.
- فنون الأداء، مثل المسرح والرقص والموسيقى.
- الأدب والنقد.
- علم الاجتماع.
- السياسة.
- الكلاسيكيات والتاريخ القديم.
- الموارد البشرية.
- حقوق الإنسان.
- الترجمة.
- العلوم اللوجستية.
- العلاقات الدولية.
- الإرشاد والصحة النفسية.
قد يهمك أيضًا: “مجالات العمل على الإنترنت“
ما هو مستقبل التخصصات الإنسانية


تتفاوت القدرات والميول البشرية، حيث يوجد الشخص العبقري في مجال الرياضيات والفيزياء، بينما يُبدع آخر في الفنون والأدب، ولكن مع التطور التكنولوجي المستمر، يصبح أصحاب الميول التكنولوجي في أمان، بينما يشعر أصحاب الشغف بالتخصصات الانسانية في حيرة من أمرهم.
خاصة مع ما يشهده العالم من تطور رقمي سريع، مما أدى إلى تزايد التساؤل عن ما هو مستقبل التخصصات الإنسانية ؟ هل سوف تتلاشى أم ستحظى بحصة مناسبة وسط العالم الرقمية؟
ففي واقع الأمر تعتبر التخصصات الإنسانية مفتاح المستقبل لقادة الغد، بالإضافة إلى الباحثين ورواد الأعمال بمختلف تخصصاتها، هذا إلى جانب أن هذه التخصصات تتميز على نفسها في العديد من الجوانب، حيث إنها تعمل على تزويد الدارسين لها بالعديد من المهارات، خاصة المطلوبة في سوق العمل بالمستقبل.
قد يهمك أيضًا: “ربح المال من الإنترنت“
أسباب ضمان مكانة التخصصات الإنسانية بالمستقبل
برغم كل المخاو التي تدور في الوقت الحالي عن مستقبل التخصصات الإنسانية، إلا أنه يوجد العديد من الأسباب التي تؤكد حفاظ هذا المجال على مكانته، والتي يمكن توضيحها كما يلي:
صعوبة تحديد موثوقية المعلومات بالمستقبل
لقد توفقت وسائل التواصل الإجتماعي في الوقت الحالي، على كل من الصحف والمجلات التقليدية، وذلك من حيث كونها مصدرًا هامًا للأخبار وتداولها على مستوى العالم والوطن العربي، بينما سوف تتزايد هذه الأهمية على عبر السنوات القادمة.
وذلك نظرًا للتوسع والتطوير السريع في المحتوى الإلكتروني والشبكات الإجتماعية المختلفة، وبالتالي سوف يعمل ذلك على ضرورة اكتساب مهارة تمييز الحقيقة من الإدعاء، في حين حرصت بعض التخصصات الإنسانية على تدريب دارسيها على تفسير وتقييم وفهم المعلومات، ومدى موثوقيتها ومصداقيتها، وذلك من خلال تحليل ودراسة النصوص والصور والوثائق على مدار العصور، بالإضافة إلى فهم المناطق الجغرافية وتباين وجهات النظر، وبذلك تضمن مكانتها الهامة بين العالم الرقمي.
التخصصات الإنسانية شريك رئيسي لمهارات STEM
يعتبر مستقبل التخصصات الإنسانية شريكًا هامًا لمهارات منهج ستيم (STEM)، الذي يتمثل في دراسة أربع مواد رئيسية، وهم: (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الرياضيات)، وذلك لأن الحقائق العلمية تحتاج إلى التفسير والنشر، وذلك من أجل الاستفادة من قيمتها.
في حين تعمل التخصصات الإنسانية على دراسة القيم والثقافة بطريقة عميقة، فإنها تساعد على كشف الدوافع والحقائق المستخدمة في توضيح النظريات العلمية.
وبالتالي يتميز دارسي العلوم الإنسانية بمهارات رواية القصص، التي تساعد على جذب انتباه الجمهور وإثارة شغفه، هذا إلى جانب تحفيز الأشخاص على تطوير الذات والتغيير للأفضل.
احتياج التطور التكنولوجي والطبي للعلوم الإنسانية
يرتبط مستقبل التخصصات الانسانية ارتباطًا وثيقًا بالتطور التكنولوجي والطبي ومختلف المجالات، وذلك لأنها تضمن للدارسين فهم القيم الأخلاقية الثابتة، التي لا غنى عنها على مدار العصور، سواء القديمة أو بالمستقبل.
بينما لا يمكن أن يميز الروبوت أو الذكاء الاصطناعي هذه القيم الإنسانية، والعمل على تضمينها في البرامج المتطورة، وبالتالي لا يمكن تلاشي هذا المجال بالمستقبل.
تحفيز الابتكارات الخلاقة
لا يستطيع البشر الإستغناء عن التراث والثقافة، وذلك لأنها سوق تبقى جزءًا هامة من الهوية، الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو تلاشيه، وأيضًا لا يمكنهم الاستغناء عن الجانب الترفيهي في الحياة، وهنا يكون ضمان مستقبل التخصصات الإنسانية من التلاشي.
حيث لا تستطيع الآلة على الابتكار والإبداع، الذي يتم اكتشافه من مواجهة الإنسان للتحديات الصعبة وحل المشكلات، وذلك من خلال الاستعانة بالخيال، من أجل الحصول على الحل المناسب.
في حين تساعد التخصصات الإنسانية دارسيها على استخدام الأسئلة التفاعلية لخلق الحلول المبتكرة، بالإضافة إلى إلهام العلماء بالأفكار، التي نتجت عنها اختراعات عبقرية ومميزة، وهذا لا يمكن للروبوت والذكاء الاصطناعي القيام به مهما بلغت عبقريته.
قد يهمك أيضًا: “مهارات العمل الحر“
أهم التخصصات المطلوبة في المستقبل 2030


بعد أن استكشاف مستقبل التخصصات الإنسانية، يمكننا إلقاء الضوء على أهم تخصص سهل وله مستقبل خلال السنوات القادمة:
التحليل البياني
يساعد التحليل البياني على تنقية البيانات والمعلومات، ذلك التخصص المطلوب في ريادة الأعمال بمختلف تخصصاتها، من أجل الوصول للحلول المناسبة، بالإضافة إلى فهم السوق وإنشاء خطة عمل واضحة، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات والأرباح، والوصول إلى الهدف المطلوب.
الأمن السيبراني
يساعد هذا المجال على حماية الخصوصية في ظل تحويل المعلومات والبيانات إلى واعد إلكترونية، هذا إلى جانب الدفاع عنها ضد الجرائم الإلكترونية والمخترقين.
تطوير البرمجيات
يساعد اختراع برامج الحاسوب وتطبيقات الهاتف على تطوير العديد من الأعمال، وذلك في مختلف المجالات والتخصصات داخل المؤسسات أو عبر الإنترنت، وبالتالي يعتبر هذا التخصص من أكثر تخصصات المستقبل المطلوبة.
مجال التصميم
يعتبر تخصص التصميم من أكثر التخصصات المطلوبة في العالم، في حين إنه يتشعب إلى عدة فروع، ومن بينها:
- التصميم الداخلي والديكور.
- تصميم جرافيكي.
- تصميم الألعاب الرقمية.
- تصميم واجهات صفحات الويب.
قد يهمك أيضًا: “شركات التوظيف عبر الانترنت“
نصائح هامة لاختيار تخصص سهل وله مستقبل


عزيزي القارئ حتى تتمكن من ضمان مستقبل التخصصات الإنسانية، يجب عليك اتباع النصائح الهامة التالية لاختيار التخصص الذي يتناسب معك:
- يجب عليك اختيار التخصص الذي يثير شغفك؛ حتى تتمكن من إثبات كفاءتك به.
- تعرف على مهاراتك وقدراتك قبل اختيار التخصص، لأن رغبتك وحدها لا تكفي.
- دراسة قدراتك المالية جيدًا، حيث تتطلب دراسة بعض التخصصات لمصاريف باهظة.
- احرص على اختيار أحد التخصصات المطلوبة في المستقبل والمناسبة لمهاراتك.
ختامًا لقد تعرفنا معًا على ما هو مستقبل التخصصات الإنسانية، بالإضافة إلى أهم أسباب ضمان مكانتها بالسنوات المقبلة؛ حتى تتمكن من اختيار التخصص الذي يتناسب مع مؤهلاتك، ولكن يجب عليك الالتزام باتباع النصائح الهامة لاختيار تخصص سهل وله مستقبل ومضمون.